1 قراءة دقيقة
عماد الأحمد: المترجم البشري سيغدو ذواقا ثقافيا في المستقبل


ينظر المترجم السوري عماد الأحمد إلى الذكاء الاصطناعي على أنه "فرصة هائلة" تحمل تأثيرا كبيرا على المهنة، مؤكدا أن التأقلم مع الأدوات الجديدة هو شعار المترجم الذكي. ويرى أن هذه الأدوات تسهل العمل عبر اختصار الوقت والجهد، لكنه يحذر من مغبة الإغفال عن المراجعة الدقيقة، لأن "إغماضة عين واحدة" كفيلة بتغيير المعنى كله. ويضيف: "لقد أصبحت عملية المراجعة والتدقيق أكثر تعقيدا مما كانت عليه في السابق، فالأخطاء التي ينتجها الذكاء الاصطناعي غالبا ما تكون خفية وتتطلب وعيا لغويا حادا لاكتشافها".ويشير الأحمد إلى تحول جذري في سوق العمل، حيث أصبحت معظم طلبات الترجمة تشترط الترجمة الآلية ثم التنقيح، مما أدى إلى تراجع هائل في الطلب على الترجمة البشرية الخالصة. ويلاحظ أن هذا التحول لم يقتصر على النصوص التقنية فحسب، بل بدأ يمتد إلى مجالات كانت حكرا على المترجم البشري. وفي المجال الثقافي، يفرق الأحمد بين سوق الترجمة التجارية وسوق الأدب، مؤكدا أن دور النشر والمؤسسات الثقافية الكبرى لا تزال تعتمد بشكل أساسي على المترجم البشري، خاصة في مجالات الشعر والرواية التي يعجز فيها الذكاء الاصطناعي عن التقاط المستويات النصية المختلفة والانزياحات الدلالية التي تشكل روح العمل الإبداعي.وينتهي الأحمد إلى توقع تحول المترجمين المتمرسين إلى "ذواقة" في المستقبل، ناصحا زملاءه بعدم معاداة الذكاء الاصطناعي بل الاستفادة القصوى من أدواته، مع التمسك بحب المهنة التي يصفها بأنها "قدرنا". ويؤكد أن المترجم المدرب جيدا سيتمكن من استخدام هذه الأدوات لصالحه، حيث ستوفر له الوقت الذي يمكنه استثماره في تطوير مهاراته اللغوية والثقافية، مما يخلق تميزا نوعيا يصعب على الآلة محاكاته.